الأحد، 29 يونيو 2014

تبدو قصة الشركة كأسطورة من أساطير العصر الحديث:صمم ثلاتة طلاب في المرحلة الثانوية لعبة،ومن ثَمّ أسسّوا شركة وبعد ثماني سنوات فقط، أصبحت إحدى أكبر شركات صانعي ألعاب المتصفحات.

لقد كان نجاح الأخوين سيغفريد وجيرهارد موللر مع صديقهما في المدرسة هولغار ميللر كالانقلاب، يقول سيغفريد موللر في منتدى أصدقاء ثانوية فوبينوس. لقد أراد تشجيع الطلاب بذلك، "لا يمكنك أن ترفض ما هو مصنّفٌ تلقائيّاً على أنّه جنون". يقول ابن هاميلبورغ، ذو الـ 34 عاماً، متزوّج، بنى منزلاً له في مدينته: "احيانأً ينبغي على المرؤ أن يفعلها ببساطة".

الصورة: سيجفريد موللر، أحد مؤسّسي شركة ترافيان للألعاب محدودة المسؤوليّة. تصوير فنفريد إيلنغ

من زمن قدّم كلٌّ من سيغفريد وجيرهارد موللر مع صديق دراستهما هولغار ميللر شهادة الثانويّة في ثانويّة فروبينوس، واليوم يملكون شركة ألعاب ترافيان محدودة المسؤولية، المشغّلة للعاب متصفّح أون لاين مع حوالي 130 مليون مستخدم حول العالم.

لقد بدأ كل شيء سنة 2004 مع فكرة من قبل جيرهارد موللر. كان في البداية مثار سخرية بسبب رغبته في تطوير لعبة أون لاين تشدّ من يلعبها. لكن ذلك لم يكن ليردع أصغر أبناء الزوجين جيرد موللر وأورزولا موللر-آمار عن تحقيق هدفه: فقد اشترى كتاباً متخصّصاً وبدأ يعمل على النسخة الأولى من "ترافيان".

كانت ألعاب المتصفّحات في ذلك الوقت غير معروفة نسبيّاً. تضاعف عدد اللاعبين المئة عشرات المرات في فترة أعياد الميلاد. ثم نمت اللعبة في السنة التالية.

في النسخة التالية من اللعبة استطاع المستخدمون أن يحصلوا على بعض التوفير في الوقت وبعض مزايا الراحة مقابل مبالغ صغيرة يدفعونها. وبذا تمكّن الشباب الصغار من الحصول على أول نتاج للعبتهم، حيث استثمروا ذلك في "مخدّم" خاص، وفقاً لما يقول سيغفريد موللر.

أسّس الأصدقاء شركتهم سنة 2005 بدون نقود، مع القليل من الخبرة و عشرة آلاف لاعب. تبعها مكتب متواضع في ميونخ. قام جيرهارد موللر بالبرمجة، واعتنى أخوه سيغفريد بالنواحي الاقتصاديّة. ونجحوا في السنوات التالية بإطلاق ترافيان نحو العالميّة. ومنذئذ يديونها في 52 بلداً.

عن طريق أحد المعارف انطلقت اللعبة بنجاح كبير في بولونيا، بلد التجربة لكل الألعاب المستقبليّة. ثم توالت الأحداث في تعاقب سريع: وضعت اللعبة قدمها في الشرق. لذلك وجب أن تُترجم للغة العربية، لتمكين اللاعبين في السعودية والكويت من لعبها.

انتقلت لعبة المتصفّح إلى الصين أيضاً، وهي سوق ضخمة، وهناك وصل عدد مستخدمي اللعبة بحسب سيغفريد موللر إلى 100 ألف لاعب. لكنّ التحايل والتعدّي على حقوق مصمّمي اللعبة حالا دون متابعة تنمية اللعبة هناك ومتابعة مسيرة نجاحها.

توفّر اللعبة المجانيّة بالأساس الدخل لمالكيها عن طريق بيع العملة الرقميّة ومزايا الراحة الإضافية. على أن 90 % من اللاعبين لا يدفعون شيئاً وفقاً لاحصائيات هذه الصناعة في الوقت الراهن. ما يعوّه ذلك حجم المستخدمين الضخم. إذ حتى حين يقوم فقط 10 % من الـ 130 مليون مستخدم، فإنه تبقى المحصّلة جميلة نوعاً ما في الربح.

توجّب على مؤسّسي الشركة الشباب في الآونة الأخيرة أن يقبلوا ببعض التنازلات: السبب، على سبيل المثال، انتقال ألعاب المتصفّح على الكمبيوترات اللوحيّة، حيث لم تكن شركة ترافيان للألعاب محدودة المسؤوليّة جاهزة لذلك ولا لتوفير هذه الالعاب هناك. يؤكّد سيغفريد موللر: "ستكمل ترافيان مسيرة حياتها، وستقبل النسخة الخامسة في العام القادم".


المقالة بقلم فنفريد إيلينغ - صحيفة ماين بوست - بتاريخ 3 / 12 / 2013

0 التعليقات:

إرسال تعليق