موقع الصفقات الإلكترونية (souq)

من كان يعتقد أن بإمكان أي شخص في الشرق الأوسط أن يتجول بين المحال التجارية، وينتقل من متجر إلى آخر، وهو جالس في منزله؟ قد يكون هذا النموذج أمرا شائعا في دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية من خلال أشهر المواقع الإلكترونية المتخصصة بهذا المجال مثل أمازون، أو إيباي، ولكن هذا النوع من التجارة لم يحقق بعد المستوى ذاته من الانتشار والشعبية في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من هذا، قد لا يعلم الكثير أن 2.5 مليون مستخدم للإنترنت في المنطقة العربية شهريا قد لحقوا بالركب عبر تسوقهم، وهم في راحة منازلهم، مستخدمين الموقع العربي المشابه لتلك المواقع الأمريكية -سوق-.

وسوق هو موقع إلكتروني مخصص لسكان المنطقة العربية لعقد صفقات البيع والشراء للأفراد المستهلكين، وكبرى الشركات أيضا، حيث تجد عند تصفح الموقع العديد من السلع المتميزة بتنوعها، والتي يتجاوز عددها 150 ألف سلعة، يعرضها المستخدمون العاديون أو الشركات، حيث يقول المدير التنفيذي والمؤسس لشركة سوق رونالدو مشحور: لقد شكك الجميع في قدرة نجاح هذا المشروع عند انطلاقه في فترة مبكرة في المنطقة، مشيرا إلى تاريخ انطلاقه في العام 2006.

ولكن ما الذي دفع كبرى متاجر التجزئة لعرض منتجاتها على موقع سوق، مثل قيام جاكيس، المتخصص في بيع الإلكترونيات بعرض أكثر من 1000 منتج من خلال صفحة سوق، كما اتخذ متجر جاشنمال، المتخصص في بيع السلع الاستهلاكية الخطوة نفسها، وشرف دي جي، المتخصص في بيع الإلكترونيات أيضا، وعرضوا المئات من منتجاتهم للبيع عبر الموقع. لماذا لا تعتمد المتاجر الكبرى على صفحاتها الخاصة بها، وتقدم خدماتها للجمهور من خلال موقعها الخاص؟ هنا يأتي دور سوق كوسيط ليس فقط للباعة العاديين، بل أيضا لكبار التجار. إن موقع سوق يسمح لنا أن نخدم العملاء الذين يقطنون في مناطق لا نمتلك فروعا فيها، وهذا من خلال شحن السلع التي يطلبونها إلى منازلهم، هذا ما يقوله أشيش بنجابي، مدير العمليات في جاكيس للإلكترونيات.

لعل خبرة سوق، التي امتدت إلى نحو 6 سنوات، لم تذهب سدى، فهي استطاعت جذب شريحة كبيرة من قاعدة العملاء تتجاوز 22500 عميل، من المتاجر الكبيرة، والأفراد، والتي استطاعت بناءها خلال الفترة الماضية، والتي يلعب فيها الموقع دور الوسيط بين البائع والمشتري، مشحور يرى أنه نجح بالفعل في إقناع كبار التجار باستخدام سوق كمتجر إلكتروني، إنه يقول: كبرى محال التجزئة تدرك أن عرض منتجاتها على الموقع يعد إضافة نوعية، وذات قيمه لتوسيع قاعدة عملائهم، معتبرا أن هذه الطريقة تعد الأنسب للبدء في انتقال المتاجر إلى الاستفادة من نسب الدخول المتزايدة للأفراد على الإنترنت، حيث إن نسبة الدخول للإنترنت في الشرق الأوسط فاقت النسب في العالم؛ فبلغت %28.3 وفقا لإحصاءات الإنترنت العالمية.

لعل السبب الأهم وراء اهتمام التجار في استخدام سوق، هو توفير الموقع للبنية التحتية الأساسية لإتمام عمليات البيع والشراء بسهولة وأمان، إذ أن إمكانية إطلاق موقع إلكتروني متخصص للبيع والشراء في الشرق الأوسط ترافقه الكثير من التحديات. نقدم في سوق البنية، والتسويق، ونوفر للأعمال حلول الدفع المتعددة، حيث يستفيدون من كل وسائل الارتباط مع بوابات الدفع، والإجراءات في مختلف الدول، يقول مشحور. وفي مقابل هذه الخدمات، يأخذ سوق من هذه المتاجر 10 دولارات شهريا مع رسوم مبيعات ثابتة تبلغ %5. يعمل سوق حاليا في الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، مصر، الكويت والأردن، وتشمل خيارات الدفع على سوق؛ الدفع بالشيكات، والتحويلات البنكية، والبطاقات المسبقة الدفع كاش يو، وبطاقات الائتمان. وتعد إجراءات الدفع من اختصاص سوق، حيث لا يتم إشغال كل من البائع أو المشتري بها، أما ما يتعلق بإجراءات التوصيل، فإنها أيضا من مسؤوليات سوق بالتعاون مع شركات التوصيل.يقدم مشحور هذه الفوائد لعملائه من الشركات الكبرى المحتملين، كما يقدم أيضا اسم سوق كعلامة تجارية عمل على بنائها وتطويرها، وبالنظر إلى أن الموقع أصبح رائدا في التجارة الإلكترونية في العالم العربي. وفقا لمشحور أجرى سوق 30 ألف عملية بيع وشراء في يناير/كانون الثاني 2011، الأمر الذي يعادل 967 صفقة في اليوم تقريبا.

وعلى الرغم من هذه الأرقام الكبيرة، فإن أمام موقع سوق تحديات يواجهها كموقع للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، حيث إذ أن نسبة مستخدمي الإنترنت في المنطقة هي 3 % فقط مقارنة مع باقي دول العالم وفقا لإحصاءات الإنترنت العالمية. أحد تحدياتنا أن نبني ثقة كافية بين الباعة والمشترين خلال القنوات الإلكترونية، يقول مشحور. وتبين نتائج بحث شركة نيلسون العالمية للعام 2010 أن %47 من الأشخاص في الشرق الأوسط لم يتسوقوا مسبقا عبر الإنترنت، مشيرا إلى أن الشرق الأوسط، إضافة إلى إفريقيا وباكستان، من أكثر المناطق قلة بالوعي في التسوق عبر الإنترنت.

مؤسس شركة سوق رونالدو مشحور